هيئة الأسرى تضيئ شجرة الحرية وفاء للأسيرة اسراء جعابيص ولكل الأسرى المرضى
احتفلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بالتعاون مع نادي الاسير الفلسطيني وجمعية الاسرى المحررين بيت لحم، مساء اليوم السبت، امام صرح الاسرى في مدينة بيت لحم، بإضاءة شجرة الحرية للعام 2019، وفاء للأسيرة اسراء جعابيص وكافة الاسيرات والأسرى المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيلية.
وأضيئت الشجرة، بحضور نجل الاسيرة الطفل منتصر وشقيقتها والأسير المحرر سمير سرساوي من الداخل المحتل عام 48، حيث تزينت الشجرة بكرات تحمل كافة أسماء الاسيرات القابعات في سجون الاحتلال.
وقال محافظ بيت لحم كامل حميد، "إن اضاءة شجرة الميلاد والحرية، تعبر عن اننا متمسكون بالأمل والحرية والمستقبل، إضافة الى اننا نرسل رسالة للعالم نقول فيها هنا ولد المسيح والمحبة، وستبقى هذه الرسالة قائمة ولن تتوقف حتى بعد دحر المحتل".
بدوره قال رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، "ان اضاءة شجرة الحرية هو تأكيد واضح على تمسك قيادتنا وشعبنا بقضية الاسرى وهو ما يؤكد عليه دوما السيد الرئيس محمود عباس، وايضا هي لمسة وفاء للأسيرة جعابيص التي تكابد يوميا ويلات المرض وعذابات الحروق التي نهشت جسدها واستمرار مسلسل التنكيل بها واهمال وضعها الصحي بشكل متعمد من قبل السجان الاسرائيلي المتطرف .
وأضاف أبو بكر، "ان رسالتنا التي نوجهها للعالم اليوم هي ان الاسرى حاضرون في حياة الفلسطيني اليومية وانه لا وجود لحل الى بتحرير اسرانا واسيراتنا من سجون المحتل".
من جهته قال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس الاب عطا الله حنا "ان هذه الشجرة التي نحتفل بإضاءتها ترمز الى جذورنا العميقة في هذه التربة التي هي ملك الفلسطينيين".
ووجه حنا رسالة للعالم خاطبهم فيها بالقول: "اما حان الوقت حتى يأخذ الفلسطيني حقوقه كاملة اسوة بباقي شعوب العالم بالحرية والاستقلال، متسائلا، اين هيئات حقوق الانسان من دورها وموقفها في انصاف اسرانا، الا يستحقون الحرية ؟.
وفي كلمة اتحاد المرأة اكدت أحلام الوحش، ان المرأة الفلسطينية دوما كانت الى جانب شقيقها في خندق النضال والكفاح، مطالبة العالم تطبيق الاتفاقيات الدولية خاصة اتفاقية جنيف المتعلقة بالأسرى.
ووجهت الوحش تحياتها الى كافة الاسيرات، مشيرة الى ان الاسيرة اسراء جعابيص تحتاج الى 9 عمليات جراحية الا ان المحتل يتعنت ولا يقدم لها العلاجات المطلوبة لإنقاذ حياتها.
من جانبه أشار النائب عيسى قراقع في كلمة الفصائل الوطنية الى ان الشهر الجاري فيه اكثر من ميلاد، فهناك ميلاد المسيح، وميلاد الحرية للأسير سمير سرساوي والذي يشارك لأول مرة منذ 30 عاما المدة التي أمضاها في سجون المحتل، وفي آخر الشهر ميلاد الثورة الفلسطينية، انتفاضة الحجارة العام 1987، وميلاد عميد الاسرى كريم يونس، وأخيرا الإعلان العالمي لحقوق الانسان ويوم المعاق العالمي.
وفي الختام تم تكريم الأسير المحرر سمير سرساوي وكذلك عائلة الاسيرة اسراء جعابيص.
الأسيرة اسراء جعابيص
إسراء (32 عاما) من قرية جبل المكبر جنوب القدس المحتلة، حكم عليها الاحتلال بالسجن لمدة 11 عاما بتهمة ألصقت بها وهي محاولة قتل شرطي، وذلك بعد أن انفجرت وبحادث عرضي أسطوانة غاز كانت تقلها بسيارتها على بعد خمسمئة متر من حاجز عسكري (زعيم).
ومع الانفجار تلاشت أصابع إسراء بفعل حروق التهمت أكثر من 60% من جسدها في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2015 عندما كانت في طريقها إلى مدينة القدس قادمة من مدينة أريحا.
ثماني عمليات
نقلت إسراء حينها إلى مشفى "هداسا عين كارم" الإسرائيلي، لكن سلطات الاحتلال لم تستكمل علاجها ونقلتها إلى المعتقل، واليوم هي بحاجة ماسة إلى أكثر من ثماني عمليات جراحية لتستطيع العودة إلى ممارسة ولو جزءا من حياتها بشكل شبه طبيعي، ومن ذلك عملية لفصل ما تبقى من أصابع يديها الذائبة والملتصقة ببعضها البعض، فقد ذابت عقد الأصابع ولم تبق إلا عقدة واحدة في كل من أصابعها الثلاثة المتبقية، وعملية أخرى لزراعة جلد ليغطي العظام المكشوفة.
أما الأذنان فالتصقتا بعد أن ذابتا بفعل الحروق في الرأس، في حين لم تعد تقوى على رفع يديها إلى الأعلى بشكل كامل نتيجة التصاق الإبطين أيضا، كما أتت النيران على وجهها لدرجة أن طفلها الوحيد لم يستطع التعرف عليها في زيارته الأولى بعد نحو عام ونصف من اعتقالها.
إسراء بحاجة أيضا إلى عمليات تصحيح للجلد في محيط عينها اليمنى وفي الأنف الذي أصبح غائرا، وذات الأمر بالنسبة للشفاه.
ما تعاني منه الأسيرة جعابيص من حروق يجعل جلدها وبعد مرور أكثر من سنتين على الحادثة دائم السخونة المصاحبة لآلام شديدة، مما يجعلها لا تقوى على وضع جميع أنواع الأقمشة أو الأغطية على جسدها.
وفي سجنها تعاني إسراء شتى أنواع الإهمال لدرجة أن إدارة السجن رفضت أن تغير البدلة الخاصة بعلاج الحروق وشد الجلد التي أحضرت لإسراء إلى واحدة أكبر تطابق مقاس جسدها المحترق.